المواضيع الأخيرة
بحـث
كيف تحفظ القرآن
صفحة 1 من اصل 1
كيف تحفظ القرآن
كيف تحفظ القرآن
الحمد لله منزل الكتاب وهازم الأحزاب والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي تكفل له ربه بحماية القرآن بقوله جل شأنه: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرََأنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة: 16-19) وضمن له حفظه وصيانته بقوله جل شأنه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9) صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين ثم أما بعد:
خمس دقائق فقط :-
قبل أن تبدأ القراءة أعط نفسك خمس دقائق ....... خمس دقائق فقط ........
ادع الله فيها أن يفتح قلبك لتتلقى هذه الكلمات. ويزيح الغشاوة عن عقلك ليصل الدواء فيورث القلوب الشفاء. وتعمل هذه المعاني أثرها في روحك فتسمو في معالي الدرجات وترتقي إلى فردوس الجناب. ابدأ دعائك الآن.
قبل الكلام :-
نقول ما قاله بعض السلف (كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك) بل العجيب أن بعضهم كان يعاب بعدم حفظه للقرآن ومن شواهد ما ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب في ترجمة عثمان بن عفان محمد بن أبي شيبة. قال ما نصه: (ثقة حافظ شهير، وله أوهام وقيل: كان لا يحفظ القرآن).
"
كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك
"
نعم ..... إن حفظ القرآن فرض كفاية في الجملة. ولكننا نقول بتعيُّنه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا. فإذا تقاعس هؤلاء. فمن يسد الثغرة ويكف عن الأمة؟! بل إن حفظ القرآن مفتاح لطريق الحفظ والفهم. فقد ذكر عباس بن عبد الدايم المصري الكناني عن شيخ ضرير أنه أوصاهم بوصايا منها: وصيته لهم بكثرة القراءة. فقال: (أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه. فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ) قال: فرأيت ذلك وجربته كثيراً. فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي). (ذيل الطبقات الحنابلة: 2/98).
هيا بنا نطوف بين هذه الكلمات
لقد أكرم الله عز وجل هذه الأمة بالقرآن الكريم. وقد وصفه الله عز وجل بأوصاف عظيمة منها أنه هدى للمتقين (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيْهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِيْنَ) (البقرة: 1-2) كما وصفه الله عز وجل بأنه روح تحيا به القلوب (كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوُحَاً مِّنْ أَمْرِنَا) (الشورى: 52). وهو الذي يهدي للطريق المستقيم ويحمل البشارات العظيمة للمؤمنين (إِنَّ هَذَا القَرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِيْنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرَاً كَبِيرَاً وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَا أَلِيْمَا) (الإسراء: 9-10) وهو الفرقان والنذير (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلّْعالمين نذيرا) (الفرقان: 1) كما وصفه الله عز وجل بأنه شفاء وهدى ورحمة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم مَّوْعِظَةً مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِلّْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57). وبالقرآن يُمَكَّن لنا في الأرض. ويبدل الله خوفنا أمناً، قال تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55). وهذه نصيحة غالية من الحسن البصري عليه رحمة الله: "يا بن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك". أما حال المنافقين والكسالى فإن حالهم كما قال أوس بن عبد الله: " نقل الحجارة أهون على المنافقين من قراءة القرآن" ولتعلم أن حفظ القرآن والعمل به مما يزيدك رفعة وعلوا. كما ورد ذلك في الحديث: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) (رواه مسلم).
وحامل القرآن مقدم في الدنيا والبرزخ والآخرة
فتقديمه في الدنيا يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القومَ أقرؤهم لكتاب الله.....) (رواه مسلم) وتقديمه في هذا المكان الشريف دليل على شرف منزلته. وأما تقديمه في البرزخ فيشهد له: ما كان من أمر الصحابة رضي الله عنهم عندما كثر القتلى عليهم في يوم أحد. فشق عليهم أن يدفنوا كل ميت في قبر. فاستأذنوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد فأذن لهم وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشرف على الدفن. فكانوا إذا جاؤوا بالأموات سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟) فإذا أشير إلى أحدهم أمر بتقديمه. (رواه البخاري)، وأما تقديمه وعلوه في الآخرة. فيشهد له قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها) (رواه أحمد). وكفى بهذا الشرف فخراً ورفعة. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لحظة من فضلك
إن بعض الناس يعتريه قنوط ويأس ويقول لك أنا حفظي ضعيف ولا أستطيع حفظ القرآن لما أجد من الصعوبة أو غير ذلك من الأعذار، نقول في هذا الكلام أن النفس كلما عودتها اعتادت وكلنا قد وُلدنا لا نعلم شيئاً: كما قال ربنا: (وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ) (النحل78) فهذه الجوارح هي أسباب التحصيل والحفظ. فإذا أخلص العبد النية لله عز وجل
أعانه الله على حفظ كتابه سبحانه وتعالى. فلقد كان السلف يجلسون الزمن الطويل في حفظ السورة الواحدة وما يزيدهم ذلك إلا مثابرة وحرصاً. فلقد ورد أن ابن عمرو ـ رضي الله عنه ـ (مكث بضع سنين في سورة البقرة) ذكره عن مالك بن تيمية في مقدمة أصول التفسير. وقال أبو بكر بن عياش: " قرأتُ القرآن على عاصم بن أبي النجود. فكان يأمرني أن أقرأ عليه في كل يوم آية لا أزيد عليها. ويقول: إن هذا أثبت لك. فلم آمن أن يموت الشيخ قبل أن أفرغ من القرآن فما زلت أطلب إليه. حتى أذن في خمس آيات كل يوم!). (طبقات الحنابلة 1/42) فحذار من اليأس و ابذل جهدك بصدق. فلن ترى بإذن الله إلا ما يسرك ويثلج صدرك وتذكر قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إنما العلم بالتعلم......) (رواه الدارقطني وغيره) وقوله: (...... ومن يتصبر يصبره الله) (رواه البخاري ومسلم)، وقيل "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"
وهناك خطوات وأمور تعين على حفظ القرآن الكريم منها
1- الإخلاص:
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء وسمعة، والإخلاص أن يكون حفظه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، وأن يكون عوناً على طاعة الله وعلى تحصيل العلم. فإذا جاهد الإنسان نفسه في تقويم نيته في حفظ القرآن، فإن ذلك إن شاء الله ييسر له حفظ القرآن.
2- إدمان تلاوة القرآن:
والسنة أن يختم القرآن في كل شهر وإن استطاع ففي كل أسبوع مرة بل إن استطاع ففي كل ثلاث ليال مرة. وقال عثمان بن عفان: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم" هذا ما ييسر حفظ القرآن الكريم بإذن الله تعالى.
3- قراءة تفسير ما تريد حفظه من الآيات:
أليس من التقصير أننا نحفظ سوراً قبل أن يمر علينا سن التكليف وإلى هذه اللحظة ونحن نجهل كثيراً من كلماتها أو من ألفاظها؟! فمثلاً (لإيلاف قريش) لو قيل لنا معنى الإيلاف؟؟ لتوقف كثير منا وكان الجهل هو جواب بعضنا. وقد يقول قائل: وهل هذا يجب عليّ، فيقال لا ليس واجباً عليك ولكن يعاب عليك أن تحرص على حفظ الألفاظ وأنت تجهل معناها. ولقد كان اهتمام السلف بالمعاني كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – أكثر من اهتمامهم بحفظ الألفاظ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظ لم يكن من أهل العلم والدين". وكانوا يعملون بما يحفظون. قال أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن أنهم إذا تعلموا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر آيات لم يجتوزوها حتى يتعلموا فيها من العلم والعمل. فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً" (مقدمة في أصول التفسير).
وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : "إن الله نزل هذا القرآن ليُعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً" ولذلك عليك أن تربط الحفظ بالفهم فتقرأ تفسيراً مختصراً لما تحفظه من الآيات مثل تفسير ابن السعدي رحمه الله أو مختصر تفسير بن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمه الله.
دوام مراجعة ما يحفظ في قيام الليل والنوافل وفي الطرقات
فإن ذلك مما يزيد الحفظ رسوخاً. فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه) (السلسلة الصحيحة: 597)
وقد أوصى بعض السلف أصحابه فقال: "إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه. ومتى تجمعتم تحدثتم". فيختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من شعر أو نثر، لأن القرآن سريع الهروب من الذهن. وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) (متفق عليه).
فلا يكاد القارئ يتركه قليلاً حتى يهرب منه وينساه سريعاً ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن فلا بد أن يكون له ورد ثابت من القرآن.
5- أن يكون الحفظ بالتلقي:
فلا بد من المشافهة في تعليم هذا العلم لأنك قد تخطئ في قراءة بعض الآيات فتحفظها كذلك. فيجب على الحافظ أن يعرض حفظه على حافظ متقن للقراءة السليمة حتى ينبه على أخطاء في النطق أو التشكيل أو غير ذلك. فقد أخذ الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن من جبريل عليه السلام شفاهاً وأخذه الصحابة عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاهاً وسمعه منهم وأخذه كل جيل شفاهاً.
6- أن تكون القراءة والحفظ على نسخة واحدة:
لأن الإنسان وهو يقرأ يتخيل موضع الآيات. فإذا اختلفت النسخ فإن هذا مدعاة إلى تشتت الذهن مما يؤدي إلى سوء الحفظ لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع.
7- اغتنام سني الحفظ الذهبية:
فالموفق من وفقه الله إلى اغتنام سنوات الحفظ الذهبية وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً. فبعد سن الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود. وقد صدق من قال
حفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالنقش على الماء
ومن فاتته هذه الفرصة فلا ييأس. فالموفق من وفقه الله تعالى واستعن بالله ولا تعجز.
8- النظر في حال الصالحين:
وإليك أمثلة من قوة حفظ وحرص السلف رحمهم الله تعالى علها أن تكون سبباً لحفظ القرآن.
- قال حفص بن غياث: "من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ".
- وقال مجاهد: "صليت خلف مسلمة بن مخلد. فقرأ سورة البقرة فما ترك واواً ولا ألفاً"
- وكان الأعمش يعرض القرآن فيمسكون عليه المصاحف. فلا يخطئ في حرف واحد.
ومن حفظهم في غير القرآن:
- قال أبو داود: "أملى إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه. ثم قرأها علينا فما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً".
- وقال عمر بن شبه : " أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة".
- العناية بالمتشابهات:
القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه. قال تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) (الزمر: 23)، لذا يجب على القارئ الجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات ـ نعني التشابه اللفظي ـ وعلى قدر الاهتمام به يكون الحفظ الجيد.
10- احذر المعاصي:
فمن أثار المعاصي نسيان العلم والحفظ. قال الضحاك رحمه الله: "ما تعلم أحد القرآن فنسيه إلا بذنب" ثم قرأ: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فِبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) (الشورى: 30) ثم قال: "وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن؟" وقال بشر بن الحارث: "إن أردت أن تلقن العلم فلا تعصي"
إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم
وخطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
11- وأخيراً مما يعينك عل حفظ القرآن (الدعاء):
ادع الله عز وجل بصدق وإخلاص أن يعينك على حفظ كتابه وأن يكون قصدك مرضاته علماً وعملاً قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) (صحيح الجامع: 1019).
وماذا بعد الكلام
من أحسن صحبة القرآن وتلاوته وحفظه وتدبر معانيه وتطبيق أحكامه فإن القرآن يصحبه حتى يقوده إلى الجنة في درجاتها العالية كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يقال لصاحب القرآن: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤوها) فهذا القرآن سهل قراءته. سريع حفظه. ميسر فهمه، قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (القمر: 17) وتأمل في حال الصغار وكيف يسره الله عليهم قراءة وتلاوة وحفظاً، ولتكن بيوتنا مثل بيوت سلف الأمة لا تسمع فيها إلا صوت القرآن والذِّكر.
فشـــمر ولُــذ بالله واحفظ كتـــابـــه ففيه الهدى حقــاً وللخيـر جامع
هو الذخر للملهوف والكنز والرجا ومنــه بلا شـــك تنــال المنــافع
به يهتدي من تاه في معمة الهوى بـــه يتســلى من دهته الفجائـع
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وجلاء وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا ودليلنا إلى جناتك جنات النعيم، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، واغفر لنا وارحمنا ووالدينا وجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
الحمد لله منزل الكتاب وهازم الأحزاب والصلاة والسلام على النبي الأمي الذي تكفل له ربه بحماية القرآن بقوله جل شأنه: (لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ إنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ فَإِذَا قَرََأنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ) (القيامة: 16-19) وضمن له حفظه وصيانته بقوله جل شأنه (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر: 9) صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداهم إلى يوم الدين ثم أما بعد:
خمس دقائق فقط :-
قبل أن تبدأ القراءة أعط نفسك خمس دقائق ....... خمس دقائق فقط ........
ادع الله فيها أن يفتح قلبك لتتلقى هذه الكلمات. ويزيح الغشاوة عن عقلك ليصل الدواء فيورث القلوب الشفاء. وتعمل هذه المعاني أثرها في روحك فتسمو في معالي الدرجات وترتقي إلى فردوس الجناب. ابدأ دعائك الآن.
قبل الكلام :-
نقول ما قاله بعض السلف (كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك) بل العجيب أن بعضهم كان يعاب بعدم حفظه للقرآن ومن شواهد ما ذكره الحافظ ابن حجر في تقريب التهذيب في ترجمة عثمان بن عفان محمد بن أبي شيبة. قال ما نصه: (ثقة حافظ شهير، وله أوهام وقيل: كان لا يحفظ القرآن).
"
كل ما شغلك عن القرآن فهو شؤم عليك
"
نعم ..... إن حفظ القرآن فرض كفاية في الجملة. ولكننا نقول بتعيُّنه على طلبة العلم الملتزمين في عصرنا. فإذا تقاعس هؤلاء. فمن يسد الثغرة ويكف عن الأمة؟! بل إن حفظ القرآن مفتاح لطريق الحفظ والفهم. فقد ذكر عباس بن عبد الدايم المصري الكناني عن شيخ ضرير أنه أوصاهم بوصايا منها: وصيته لهم بكثرة القراءة. فقال: (أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه. فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ) قال: فرأيت ذلك وجربته كثيراً. فكنت إذا قرأت كثيراً تيسر لي من سماع الحديث وكتابته الكثير، وإذا لم أقرأ لم يتيسر لي). (ذيل الطبقات الحنابلة: 2/98).
هيا بنا نطوف بين هذه الكلمات
لقد أكرم الله عز وجل هذه الأمة بالقرآن الكريم. وقد وصفه الله عز وجل بأوصاف عظيمة منها أنه هدى للمتقين (ألم * ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيْهِ هُدىً لِّلْمُتَّقِيْنَ) (البقرة: 1-2) كما وصفه الله عز وجل بأنه روح تحيا به القلوب (كَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوُحَاً مِّنْ أَمْرِنَا) (الشورى: 52). وهو الذي يهدي للطريق المستقيم ويحمل البشارات العظيمة للمؤمنين (إِنَّ هَذَا القَرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِيْنَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرَاً كَبِيرَاً وَأَنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابَا أَلِيْمَا) (الإسراء: 9-10) وهو الفرقان والنذير (تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلّْعالمين نذيرا) (الفرقان: 1) كما وصفه الله عز وجل بأنه شفاء وهدى ورحمة ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُم مَّوْعِظَةً مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدَىً وَرَحْمَةً لِلّْمُؤْمِنِينَ) (يونس: 57). وبالقرآن يُمَكَّن لنا في الأرض. ويبدل الله خوفنا أمناً، قال تعالى: (وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) (النور: 55). وهذه نصيحة غالية من الحسن البصري عليه رحمة الله: "يا بن آدم والله إن قرأت القرآن ثم آمنت به ليطولن في الدنيا حزنك وليشتدن في الدنيا خوفك وليكثرن في الدنيا بكاؤك". أما حال المنافقين والكسالى فإن حالهم كما قال أوس بن عبد الله: " نقل الحجارة أهون على المنافقين من قراءة القرآن" ولتعلم أن حفظ القرآن والعمل به مما يزيدك رفعة وعلوا. كما ورد ذلك في الحديث: (إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواماً ويضع به آخرين) (رواه مسلم).
وحامل القرآن مقدم في الدنيا والبرزخ والآخرة
فتقديمه في الدنيا يشهد له قوله صلى الله عليه وسلم: (يؤم القومَ أقرؤهم لكتاب الله.....) (رواه مسلم) وتقديمه في هذا المكان الشريف دليل على شرف منزلته. وأما تقديمه في البرزخ فيشهد له: ما كان من أمر الصحابة رضي الله عنهم عندما كثر القتلى عليهم في يوم أحد. فشق عليهم أن يدفنوا كل ميت في قبر. فاستأذنوا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في دفن الرجلين والثلاثة في القبر الواحد فأذن لهم وكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يشرف على الدفن. فكانوا إذا جاؤوا بالأموات سأل النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (أيهم أكثر أخذاً للقرآن؟) فإذا أشير إلى أحدهم أمر بتقديمه. (رواه البخاري)، وأما تقديمه وعلوه في الآخرة. فيشهد له قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (يُقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل فإن منزلتك عند آخر أية تقرؤها) (رواه أحمد). وكفى بهذا الشرف فخراً ورفعة. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم.
لحظة من فضلك
إن بعض الناس يعتريه قنوط ويأس ويقول لك أنا حفظي ضعيف ولا أستطيع حفظ القرآن لما أجد من الصعوبة أو غير ذلك من الأعذار، نقول في هذا الكلام أن النفس كلما عودتها اعتادت وكلنا قد وُلدنا لا نعلم شيئاً: كما قال ربنا: (وَاللهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُم لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ) (النحل78) فهذه الجوارح هي أسباب التحصيل والحفظ. فإذا أخلص العبد النية لله عز وجل
أعانه الله على حفظ كتابه سبحانه وتعالى. فلقد كان السلف يجلسون الزمن الطويل في حفظ السورة الواحدة وما يزيدهم ذلك إلا مثابرة وحرصاً. فلقد ورد أن ابن عمرو ـ رضي الله عنه ـ (مكث بضع سنين في سورة البقرة) ذكره عن مالك بن تيمية في مقدمة أصول التفسير. وقال أبو بكر بن عياش: " قرأتُ القرآن على عاصم بن أبي النجود. فكان يأمرني أن أقرأ عليه في كل يوم آية لا أزيد عليها. ويقول: إن هذا أثبت لك. فلم آمن أن يموت الشيخ قبل أن أفرغ من القرآن فما زلت أطلب إليه. حتى أذن في خمس آيات كل يوم!). (طبقات الحنابلة 1/42) فحذار من اليأس و ابذل جهدك بصدق. فلن ترى بإذن الله إلا ما يسرك ويثلج صدرك وتذكر قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إنما العلم بالتعلم......) (رواه الدارقطني وغيره) وقوله: (...... ومن يتصبر يصبره الله) (رواه البخاري ومسلم)، وقيل "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين"
وهناك خطوات وأمور تعين على حفظ القرآن الكريم منها
1- الإخلاص:
فلا أجر ولا ثواب لمن قرأ وحفظ القرآن رياء وسمعة، والإخلاص أن يكون حفظه ابتغاء مرضاته سبحانه وتعالى، وأن يكون عوناً على طاعة الله وعلى تحصيل العلم. فإذا جاهد الإنسان نفسه في تقويم نيته في حفظ القرآن، فإن ذلك إن شاء الله ييسر له حفظ القرآن.
2- إدمان تلاوة القرآن:
والسنة أن يختم القرآن في كل شهر وإن استطاع ففي كل أسبوع مرة بل إن استطاع ففي كل ثلاث ليال مرة. وقال عثمان بن عفان: "لو طهرت قلوبكم ما شبعت من كلام ربكم" هذا ما ييسر حفظ القرآن الكريم بإذن الله تعالى.
3- قراءة تفسير ما تريد حفظه من الآيات:
أليس من التقصير أننا نحفظ سوراً قبل أن يمر علينا سن التكليف وإلى هذه اللحظة ونحن نجهل كثيراً من كلماتها أو من ألفاظها؟! فمثلاً (لإيلاف قريش) لو قيل لنا معنى الإيلاف؟؟ لتوقف كثير منا وكان الجهل هو جواب بعضنا. وقد يقول قائل: وهل هذا يجب عليّ، فيقال لا ليس واجباً عليك ولكن يعاب عليك أن تحرص على حفظ الألفاظ وأنت تجهل معناها. ولقد كان اهتمام السلف بالمعاني كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية – أكثر من اهتمامهم بحفظ الألفاظ وقال شيخ الإسلام ابن تيمية "والمطلوب من القرآن هو فهم معانيه والعمل به فإن لم تكن هذه همة حافظ لم يكن من أهل العلم والدين". وكانوا يعملون بما يحفظون. قال أبو عبد الرحمن السلمي: "حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا القرآن أنهم إذا تعلموا من النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عشر آيات لم يجتوزوها حتى يتعلموا فيها من العلم والعمل. فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً" (مقدمة في أصول التفسير).
وقال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ : "إن الله نزل هذا القرآن ليُعمل به فاتخذوا تلاوته عملاً" ولذلك عليك أن تربط الحفظ بالفهم فتقرأ تفسيراً مختصراً لما تحفظه من الآيات مثل تفسير ابن السعدي رحمه الله أو مختصر تفسير بن كثير للشيخ محمد نسيب الرفاعي رحمه الله.
دوام مراجعة ما يحفظ في قيام الليل والنوافل وفي الطرقات
فإن ذلك مما يزيد الحفظ رسوخاً. فقد قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (إذا قام صاحب القرآن فقرأه بالليل والنهار ذكره، وإن لم يقم به نسيه) (السلسلة الصحيحة: 597)
وقد أوصى بعض السلف أصحابه فقال: "إذا خرجتم من عندي فتفرقوا لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه. ومتى تجمعتم تحدثتم". فيختلف القرآن في الحفظ عن أي محفوظ آخر من شعر أو نثر، لأن القرآن سريع الهروب من الذهن. وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (والذي نفسي بيده لهو أشد تفلتاً من الإبل في عقلها) (متفق عليه).
فلا يكاد القارئ يتركه قليلاً حتى يهرب منه وينساه سريعاً ولذلك فلا بد من المتابعة الدائمة والسهر الدائم على المحفوظ من القرآن فلا بد أن يكون له ورد ثابت من القرآن.
5- أن يكون الحفظ بالتلقي:
فلا بد من المشافهة في تعليم هذا العلم لأنك قد تخطئ في قراءة بعض الآيات فتحفظها كذلك. فيجب على الحافظ أن يعرض حفظه على حافظ متقن للقراءة السليمة حتى ينبه على أخطاء في النطق أو التشكيل أو غير ذلك. فقد أخذ الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن من جبريل عليه السلام شفاهاً وأخذه الصحابة عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ شفاهاً وسمعه منهم وأخذه كل جيل شفاهاً.
6- أن تكون القراءة والحفظ على نسخة واحدة:
لأن الإنسان وهو يقرأ يتخيل موضع الآيات. فإذا اختلفت النسخ فإن هذا مدعاة إلى تشتت الذهن مما يؤدي إلى سوء الحفظ لأن الإنسان يحفظ بالنظر كما يحفظ بالسمع.
7- اغتنام سني الحفظ الذهبية:
فالموفق من وفقه الله إلى اغتنام سنوات الحفظ الذهبية وهي من سن الخامسة إلى الثالثة والعشرين تقريباً. فبعد سن الثالثة والعشرين يبدأ الخط البياني للحفظ بالهبوط ويبدأ خط الفهم بالصعود. وقد صدق من قال
حفظ في الصغر كالنقش على الحجر والحفظ في الكبر كالنقش على الماء
ومن فاتته هذه الفرصة فلا ييأس. فالموفق من وفقه الله تعالى واستعن بالله ولا تعجز.
8- النظر في حال الصالحين:
وإليك أمثلة من قوة حفظ وحرص السلف رحمهم الله تعالى علها أن تكون سبباً لحفظ القرآن.
- قال حفص بن غياث: "من جلالة ابن أبي ليلى أنه قرأ القرآن على عشرة شيوخ".
- وقال مجاهد: "صليت خلف مسلمة بن مخلد. فقرأ سورة البقرة فما ترك واواً ولا ألفاً"
- وكان الأعمش يعرض القرآن فيمسكون عليه المصاحف. فلا يخطئ في حرف واحد.
ومن حفظهم في غير القرآن:
- قال أبو داود: "أملى إسحاق أحد عشر ألف حديث من حفظه. ثم قرأها علينا فما زاد حرفاً ولا نقص حرفاً".
- وقال عمر بن شبه : " أحفظ ستة عشر ألف أرجوزة".
- العناية بالمتشابهات:
القرآن الكريم متشابه في معانيه وألفاظه. قال تعالى : (اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) (الزمر: 23)، لذا يجب على القارئ الجيد أن يعتني عناية خاصة بالمتشابهات ـ نعني التشابه اللفظي ـ وعلى قدر الاهتمام به يكون الحفظ الجيد.
10- احذر المعاصي:
فمن أثار المعاصي نسيان العلم والحفظ. قال الضحاك رحمه الله: "ما تعلم أحد القرآن فنسيه إلا بذنب" ثم قرأ: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فِبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) (الشورى: 30) ثم قال: "وأي مصيبة أعظم من نسيان القرآن؟" وقال بشر بن الحارث: "إن أردت أن تلقن العلم فلا تعصي"
إذا كنت في نعمة فارعها فإن الذنوب تزيل النعم
وخطها بطاعة رب العباد فرب العباد سريع النقم
11- وأخيراً مما يعينك عل حفظ القرآن (الدعاء):
ادع الله عز وجل بصدق وإخلاص أن يعينك على حفظ كتابه وأن يكون قصدك مرضاته علماً وعملاً قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (وأعجز الناس من عجز عن الدعاء) (صحيح الجامع: 1019).
وماذا بعد الكلام
من أحسن صحبة القرآن وتلاوته وحفظه وتدبر معانيه وتطبيق أحكامه فإن القرآن يصحبه حتى يقوده إلى الجنة في درجاتها العالية كما قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : (يقال لصاحب القرآن: اقرأ ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤوها) فهذا القرآن سهل قراءته. سريع حفظه. ميسر فهمه، قال تعالى: (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا القُرْآنَ لِلذِّكْرِ) (القمر: 17) وتأمل في حال الصغار وكيف يسره الله عليهم قراءة وتلاوة وحفظاً، ولتكن بيوتنا مثل بيوت سلف الأمة لا تسمع فيها إلا صوت القرآن والذِّكر.
فشـــمر ولُــذ بالله واحفظ كتـــابـــه ففيه الهدى حقــاً وللخيـر جامع
هو الذخر للملهوف والكنز والرجا ومنــه بلا شـــك تنــال المنــافع
به يهتدي من تاه في معمة الهوى بـــه يتســلى من دهته الفجائـع
فاللهم اجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا ونور صدورنا، وجلاء وذهاب همومنا وغمومنا وسائقنا ودليلنا إلى جناتك جنات النعيم، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، واغفر لنا وارحمنا ووالدينا وجميع المسلمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
boba434- عدد الرسائل : 3
تاريخ التسجيل : 07/03/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أغسطس 04, 2011 4:28 am من طرف زائر
» fish oil side effects
الثلاثاء أغسطس 02, 2011 12:06 pm من طرف زائر
» مèيهêîëîمè÷هٌêèé îٌىîًٍ âèنهî îيëàéي
الإثنين أغسطس 01, 2011 2:18 am من طرف زائر
» USPS Priority Mail Delivery Brand Viagra (Pfizer) - $4.79 per pill!
السبت يوليو 30, 2011 9:22 pm من طرف زائر
» دًîنâèوهيèه يهèçلهويî
الجمعة يوليو 29, 2011 2:35 pm من طرف زائر
» http://www.islamweb.net/ver2/MainPage/index.php
السبت أغسطس 30, 2008 12:03 pm من طرف Admin
» http://mushtaqoon-lelfrdaws.com/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=22&sub_id=649
الخميس أغسطس 28, 2008 10:18 pm من طرف Admin
» قاعدة فى الجماعة والفرقة، وسبب ذلك ونتيجته
الجمعة أغسطس 15, 2008 1:25 pm من طرف Admin
» نجائب النجاة مهيأة للمراد، وأقدام المطرود موثوقة بالقيود
السبت أغسطس 02, 2008 6:19 pm من طرف Admin
» موقف العبد بين يدي الله
السبت أغسطس 02, 2008 6:15 pm من طرف Admin
» مواساة المؤمنين
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:12 pm من طرف Admin
» منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:09 pm من طرف Admin
» مناداة أيوب ربه
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:04 pm من طرف Admin
» من معاني العبودية
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:00 pm من طرف Admin
» من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:58 pm من طرف Admin
» من كلام الشيخ علي
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:54 pm من طرف Admin
» من صفات التوحيد
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:52 pm من طرف Admin
» من حكم ابن مسعود
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:47 pm من طرف Admin
» من أسرار التوحيد
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:44 pm من طرف Admin
» من ارضى الله وأسخط الناس
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:40 pm من طرف Admin
» مكر الله عز وجل
الأربعاء يوليو 30, 2008 9:22 pm من طرف Admin
» مفاسد الكذب
الأربعاء يوليو 30, 2008 9:19 pm من طرف Admin
» من اعجب الأشياء
الإثنين يوليو 28, 2008 8:18 pm من طرف Admin
» مثل الدنيا
الإثنين يوليو 28, 2008 8:13 pm من طرف Admin
» حقيقة المحب الصادق
الإثنين يوليو 28, 2008 8:10 pm من طرف Admin
» فوائد قيمة إياك والمعاصي
الإثنين يوليو 28, 2008 8:06 pm من طرف Admin
» أنواع الغيرة
الإثنين يوليو 28, 2008 8:02 pm من طرف Admin
» من معاني الإ نصاف له تعالى
الأحد يوليو 27, 2008 8:03 pm من طرف Admin
» مراتب التقوى
الجمعة يوليو 25, 2008 2:43 pm من طرف Admin
» الكلام في ألهاكم التكاثر
الجمعة يوليو 25, 2008 2:40 pm من طرف Admin
» قبول المحل لما يوضع مرهون بأن يفرغ من ضده
الجمعة يوليو 25, 2008 2:37 pm من طرف Admin
» عظمته سبحانه وتعالى
الجمعة يوليو 25, 2008 2:33 pm من طرف Admin
» أنزه الموجودات وأشرفها
الجمعة يوليو 25, 2008 2:30 pm من طرف Admin
» كيف يفعل من أصابه هم أو غم
الجمعة يوليو 25, 2008 2:27 pm من طرف Admin
» طريقان لمعرفته تعالى
الجمعة يوليو 25, 2008 2:10 pm من طرف Admin
» نظرة إلى سورة الفاتحة
الجمعة يوليو 25, 2008 2:06 pm من طرف Admin
» فائدة جليلة
الجمعة يوليو 25, 2008 2:03 pm من طرف Admin
» فضيلة لأهل بدر
الجمعة يوليو 25, 2008 1:59 pm من طرف Admin
» الصفات الأربعة لأهل الجنة
الجمعة يوليو 25, 2008 1:55 pm من طرف Admin
» القيامة قيامتان- صغرى وكبرى
الجمعة يوليو 25, 2008 1:52 pm من طرف Admin
» براهين المعاد في القرآن مبنية على أصول ثلاثة
الجمعة يوليو 25, 2008 1:50 pm من طرف Admin
» سورة ق جامعة لأصول الإيمان
الجمعة يوليو 25, 2008 1:45 pm من طرف Admin
» الفوائد ـــــــــــ الانتفاع بالقرآن وشروطه
الجمعة يوليو 25, 2008 1:41 pm من طرف Admin
» ـــــــ البهائية ــــــــ (1)
الجمعة يوليو 25, 2008 1:04 pm من طرف Admin
» ــــــــــــ البقية الاخيرة من البهائية ــــــــــــ(3)
الجمعة يوليو 25, 2008 12:57 pm من طرف Admin
» بقية مقالة البهائية (2)
الجمعة يوليو 25, 2008 12:51 pm من طرف Admin
» ـــــــــــــــــــــ الشفاعة ــــــــــــــــــــــ
الخميس يوليو 24, 2008 10:49 pm من طرف Admin
» مواقع وأخبار
الثلاثاء يوليو 08, 2008 10:38 am من طرف Admin
» مناظرة مع أحد كبار اليهود.
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:59 pm من طرف Admin
» حديث وهب عن الذبور
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:51 pm من طرف Admin
» خبر الحجر الذى وجد فى قبر دانيال
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:46 pm من طرف Admin
» هل تعانى من مشكلة إنقطاع الاتصال بالانترنت فى ويندوز
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:10 pm من طرف Admin
» تنزيل مواقع كاملة بدون برنامج
الثلاثاء مايو 20, 2008 8:32 pm من طرف Admin
» أســرار الحاسب والإنترنت
السبت مايو 17, 2008 11:06 pm من طرف Admin
» نداء الايمان ...... مكتبة التراث الاسلامى.
الأحد مايو 11, 2008 9:25 am من طرف صقر العرب
» موسوعة إيجيبتانا .
الخميس مايو 08, 2008 3:59 pm من طرف Admin
» جمهورية مصر العربية .
الأربعاء مايو 07, 2008 4:44 pm من طرف Admin
» موقع الرئيس محمد أنور السادات
الأربعاء مايو 07, 2008 4:35 pm من طرف Admin
» الجرائد المصرية
الأربعاء مايو 07, 2008 1:58 pm من طرف Admin
» واجب عزاء للأستاذ شعبان أبو الفضل
الثلاثاء مايو 06, 2008 9:14 am من طرف صقر العرب
» ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) رثاء الى نفسى فى وفاة أخى شعبان أمين رحمه الله فى 3/5/2008م
الإثنين مايو 05, 2008 10:28 pm من طرف Admin
» المكتبة الشعرية الشاملة - سجايا الشعراء.
الإثنين مايو 05, 2008 9:07 pm من طرف Admin
» فى الشعر الجاهلى- ديوان العرب
الإثنين مايو 05, 2008 9:03 pm من طرف Admin
» مكتبة الاسكندرية ـــــــــــــ كتابى الالكترونى والمطبوع .
الجمعة مايو 02, 2008 5:57 pm من طرف Admin
» المكتبة العربية .
الجمعة مايو 02, 2008 5:48 pm من طرف Admin
» الموسوعة الشاملة
الجمعة مايو 02, 2008 5:44 pm من طرف Admin
» إسلام أون لاين نت .
الجمعة مايو 02, 2008 5:31 pm من طرف Admin
» المكتبة الاسلامية ــــــــــــ إسلام سايتزـ
الجمعة مايو 02, 2008 5:27 pm من طرف Admin
» المكتبة أكبر موسوعة للكتب الاسلامية والعربية .
الجمعة مايو 02, 2008 3:47 pm من طرف Admin
» الشبكة الاسلامية.
الجمعة مايو 02, 2008 3:37 pm من طرف Admin
» وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
الأربعاء أبريل 30, 2008 9:28 pm من طرف Admin
» صيد الفوائد
الأربعاء أبريل 30, 2008 8:47 pm من طرف Admin
» منظمة المؤتمر الإسلامي
الإثنين أبريل 28, 2008 10:53 pm من طرف Admin
» تسجيلات الشبكة الاسلامية للقرآن الكريم . حسب الرواية
الإثنين أبريل 28, 2008 10:41 pm من طرف Admin
» مكتبتك الشاملة على الانترنت للقرآن الكريم بصيغة MP3
الإثنين أبريل 28, 2008 10:37 pm من طرف Admin
» موسوعة القرآن الكريم في قصيمي نت.
الإثنين أبريل 28, 2008 10:33 pm من طرف Admin
» طريق الاسلام
الإثنين أبريل 28, 2008 10:27 pm من طرف Admin
» جماعة أنصار السنة المحمدية .
الإثنين أبريل 28, 2008 10:08 pm من طرف Admin
» المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالازهر الشريف
الإثنين أبريل 28, 2008 10:05 pm من طرف Admin
» المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالازهر الشريف
الإثنين أبريل 28, 2008 10:03 pm من طرف Admin
» الاكاديمية الاسلامية المفتوحة
الإثنين أبريل 28, 2008 9:57 pm من طرف Admin
» البوابة الاسلامية -الموقع الرسمى لوزارة الاوقاف والشئون الاسلامية بدولة الكويت
الإثنين أبريل 28, 2008 9:54 pm من طرف Admin
» دار الافتاء المصرية : فضيلة الامام الاكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق
الإثنين أبريل 28, 2008 9:38 pm من طرف Admin
» الامام المحدث: محمد ناصر الدين الالبانى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:35 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الشيخ / محمد متولى الشعراوى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:32 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الشيخ محمد الغزالى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:29 pm من طرف Admin
» موقع الداعية: عمر خالد
الإثنين أبريل 28, 2008 9:21 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الدكتور.العلامة .الشيخ / يوسف القرضاوى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:19 pm من طرف Admin
» الشبكة الدعوية
الإثنين أبريل 28, 2008 9:15 pm من طرف Admin
» فضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح بن عثيمين .
الإثنين أبريل 28, 2008 9:11 pm من طرف Admin
» الصفحة الرئيسية /الموقع الرسمى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
الإثنين أبريل 28, 2008 9:09 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الشيخ محمد حســـــــــــــــــــان
الإثنين أبريل 28, 2008 8:55 pm من طرف Admin
» مدونتى الخاصة ( مغترب على الهامش)
الأحد أبريل 27, 2008 8:50 pm من طرف Admin
» موسوعة الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة
الأحد أبريل 27, 2008 7:39 pm من طرف Admin
» حاول...أن تكون...
الأحد أبريل 27, 2008 8:37 am من طرف صقر العرب
» الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة
السبت أبريل 26, 2008 8:25 pm من طرف Admin
» بسم الله الرحمن الرحيم
السبت أبريل 26, 2008 9:01 am من طرف Admin
» {أليس الله بكاف عبده}
الأربعاء أبريل 23, 2008 10:00 pm من طرف Admin
» مواقف مع الهاكرز
السبت أبريل 19, 2008 7:36 am من طرف صقر العرب