المواضيع الأخيرة
بحـث
قاعدة فى الجماعة والفرقة، وسبب ذلك ونتيجته
صفحة 1 من اصل 1
قاعدة فى الجماعة والفرقة، وسبب ذلك ونتيجته
قاعدة فى الجماعة والفرقة، وسبب ذلك ونتيجته
قال الله تعالى: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ} [الشورى: 13]
أخبر ـ سبحانه ـ أنه شرع لنا ما وصى به نوحا، والذى أوحاه إلى محمد، وما وصى به الثلاثة المذكورين، وهؤلاء هم أولو العزم المأخوذ عليهم الميثاق فى قوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} [الأحزاب: 7]، وقوله: {مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ}، فجاء فى حق محمد باسم {الَّذٌي} وبلفظ الإيحاء، وفى سائر الرسل بلفظ (الوصية).
ثم قال: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ}. وهذا تفسير الوصية، و{أّنً}: المفسرة التى تأتى بعد فعل من معنى القول لا من لفظه، كما فى قوله: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ} [النحل: 123]، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [النساء: 131]. والمعنى: قلنا لهم: اتقوا الله. فكذلك قوله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ} فى معنى: قال لكم من الدين ما وصى به رسلاً، قلنا: أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، فالمشروع لنا هو الموصى به، والموحى، وهو: {أَقِيمُوا الدِّينَ} فأقيموا الدين مفسر للمشروع لنا، الموصى به الرسل، والموحى إلى محمد، فقد يقال: الضمير فى {أّقٌيمٍوا} عائد إلينا. ويقال: هو عائد إلى المرسل. ويقال: هو عائد إلى الجميع. وهذا أحسن. ونظيره: أمرتك بما أمرت به زيدًا، أن أطع الله، ووصيتكم بما وصيت بنى فلان، أن افعلوا. فعلى الأول: يكون بدلا من {مّا} أى شرع لكم {أّنً أّقٌيمٍوا} وعلى الثانى: شرع {مّا} خاطبهم. {أّقٌيمٍوا}، فهو بدل أيضًا، وذكر ما قيل للأولين. وعلى الثالث: شرع الموصى به {أّقٌيمٍوا}.
فلما خاطب بهذه الجماعة بعد الإخبار بأنها مقولة لنا، ومقولة لهم، عُلم أن الضمير عائد إلى الطائفتين جميعًا. وهذا أصح إن شاء الله. والمعنى على التقديرين الأولين يرجع إلى هذا، فإن الذى شرع لنا، هو الذى وصى به الرسل. وهو الأمر بإقامة الدين، والنهى عن التفرق فيه، ولكن التردد فى أن الضمير تناولهم لفظه، وقد عُلم أنه قيل لنا مثله، أو بالعكس، أو تناولنا جميعا.
وإذا كان الله قد أمر الأولين والآخرين، بأن يقيموا الدين، ولا يتفرقوا فيه، وقد أخبر أنه شرع لنا ما وصى به نوحًا، والذى أوحاه إلى محمد، فيحتمل شيئين:
أحدهما: أن يكون ما أوحاه إلى محمد يدخل فيه شريعته التى تختص بنا؛ فإن جميع ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم قد أوحاه إليه، من الأصول والفروع، بخلاف نوح وغيره من الرسل، فإنما شرع لنا من الدين ما وصوا به، من إقامة الدين، وترك التفرق فيه. والدين الذى اتفقوا عليه: هو الأصول. فتضمن الكلام أشياء :
أحدها: أنه شرع لنا الدين المشترك، وهو الإسلام والإيمان العام، والدين المختص بنا، وهو الإسلام، والإيمان الخاص.
الثانى: أنه أمرنا بإقامة هذا الدين كله المشترك، والمختص، ونهانا عن التفرق فيه.
الثالث: أنه أمر المرسلين بإقامة الدين المشترك، ونهاهم عن التفرق فيه.
الرابع: أنه لما فصل بقوله: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} بين قوله: {مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} وقوله: {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} أفاد ذلك.
ثم قال بعد ذلك:{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [الشورى:14] فأخبر أن تفرقهم إنما كان بعد مجىء العلم، الذى بين لهم ما يتقون، فإن الله ما كان ليضل قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. وأخبر أنهم ما تفرقوا إلا بغيا، والبغى مجاوزة الحد، كما قال ابن عمر... الكبر والحسد، وهذا بخلاف التفرق عن اجتهاد ليس فيه علم، ولا قصد به البغى، كتنازع العلماء السائغ، والبغى إما تضييع للحق، وإما تَعَدّ للحد، فهو إما ترك واجب، وإما فعل محرم؛ فعلم أن موجب التفرق هو ذلك.
وهذا كما قال عن أهل الكتاب: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة:14]، فأخبر أن نسيانهم حظا مما ذُكروا به ـ وهو ترك العمل ببعض ما أمروا به ـ كان سببًا لإغراء العداوة والبغضاء بينهم، وهكذا هو الواقع فى أهل ملتنا، مثلما نجده بين الطوائف المتنازعة فى أصول دينها، وكثير من فروعه، من أهل الأصول والفروع، ومثلما نجده بين العلماء وبين العبَّاد؛ ممن يغلب عليه الموسوية، أو العيسوية، حتى يبقى فيهم شبه من الأمتين اللتين قالت كل واحدة: ليست الأخرى على شىء، كما نجد المتفقه المتمسك من الدين بالأعمال الظاهرة، والمتصوف المتمسك منه بأعمال باطنة، كل منهما ينفى طريقة الآخر، ويدعى أنه ليس من أهل الدين، أو يعرض عنه إعراض من لا يعده من الدين، فتقع بينهما العداوة والبغضاء.
وذلك: أن الله أمر بطهارة القلب، وأمر بطهارة البدن، وكلا الطهارتين من الدين الذى أمر الله به وأوجبه، قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} [المائدة:6]، وقال: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108]، وقال: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]، وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة:103]، وقال: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} [المائدة:41]، وقال: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، وقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].
فنجد كثيرًا من المتفقهة، والمتعبدة، إنما همته طهارة البدن فقط، ويزيد فيها على المشروع؛ اهتماما، وعملا. ويترك من طهارة القلب ما أمر به، إيجابًا، أو استحبابًا، ولا يفهم من الطهارة إلا ذلك. ونجد كثيرًا من المتصوفة، والمتفقرة، إنما همته طهارة القلب فقط، حتى يزيد فيها على المشروع، اهتماما وعملا. ويترك من طهارة البدن ما أمر به، إيجابا، أو استحبابًا.
فالأولون يخرجون إلى الوسوسة المذمومة فى كثرة صب الماء، وتنجيس ما ليس بنجس، واجتناب ما لا يشرع اجتنابه، مع اشتمال قلوبهم على أنواع من الحسد والكِبْر، والغِلِّ لإخوانهم، وفى ذلك مشابهة بَيِّنةٌ لليهود.
والآخرون يخرجون إلى الغفلة المذمومة، فيبالغون فى سلامة الباطن حتى يجعلوا الجهل بما تجب معرفته، من الشر ـ الذى يجب اتقاؤه ـ من سلامة الباطن، ولا يفرقون بين سلامة الباطن من إرادة الشر المنهى عنه، وبين سلامة القلب من معرفة الشر المعرفة المأمور بها، ثم مع هذا الجهل والغفلة قد لا يجتنبون النجاسات، ويقيمون الطهارة الواجبة مضاهاة للنصارى.
وتقع العداوة بين الطائفتين بسبب ترك حظ مما ذكروا به، والبغى الذى هو مجاوزة الحد؛ إما تفريطًا وتضييعًا للحق، وإما عدوانًا وفعلا للظلم. والبغى تارة تكون من بعضهم على بعض، وتارة يكون فى حقوق الله، وهما متلازمان ولهذا قال: {بّغًيْا بّيًنّهٍمً} [البقرة: 213]، فإن كل طائفة بَغَتْ على الأخرى، فلم تعرف حقها الذى بأيديها، ولم تَكُفَّ عن العدوان عليها.
وقال: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:4]، وقال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [البقرة:213]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} [الجاثية:16]، وقال تعالى فى موسى بن عمران مثل ذلك، وقال: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 951]، وقال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 30- 32]، لأن المشركين كل منهم يعبد إلها يَهْواه. كما قال فى الآية الأولى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ} [الشورى: 3 1]، وقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون: 51-53]
فظهر أن سبب الاجتماع والألفة جمع الدين، والعمل به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطنا، وظاهرا.
وسبب الفرقة ترك حظ مما أمر العبد به، والبغي بينهم.
ونتيجة الجماعة رحمة اللّه، ورضوانه، وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.
ونتيجة الفرقة عذاب اللّه، ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول منهم.
وهذا أحد الأدلة على أن الإجماع حجة قاطعة، فإنهم إذا اجتمعوا كانوا مطيعين لله بذلك مرحومين، فلا تكون طاعةٌ لله ورحمته بفعل لم يأمر الله به، من اعتقاد، أو قول، أو عمل. فلو كان القول، أو العمل، الذي اجتمعوا عليه لم يأمر الله به، لم يكن ذلك طاعة للّه، ولا سببا لرحمته، وقد احتج بذلك أبوبكر عبدالعزيز في أول [التنبيه] نبه على هذه النكتة.
أخبر ـ سبحانه ـ أنه شرع لنا ما وصى به نوحا، والذى أوحاه إلى محمد، وما وصى به الثلاثة المذكورين، وهؤلاء هم أولو العزم المأخوذ عليهم الميثاق فى قوله: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا} [الأحزاب: 7]، وقوله: {مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ}، فجاء فى حق محمد باسم {الَّذٌي} وبلفظ الإيحاء، وفى سائر الرسل بلفظ (الوصية).
ثم قال: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ}. وهذا تفسير الوصية، و{أّنً}: المفسرة التى تأتى بعد فعل من معنى القول لا من لفظه، كما فى قوله: {ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ} [النحل: 123]، {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُواْ اللّهَ} [النساء: 131]. والمعنى: قلنا لهم: اتقوا الله. فكذلك قوله: {أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ} فى معنى: قال لكم من الدين ما وصى به رسلاً، قلنا: أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه، فالمشروع لنا هو الموصى به، والموحى، وهو: {أَقِيمُوا الدِّينَ} فأقيموا الدين مفسر للمشروع لنا، الموصى به الرسل، والموحى إلى محمد، فقد يقال: الضمير فى {أّقٌيمٍوا} عائد إلينا. ويقال: هو عائد إلى المرسل. ويقال: هو عائد إلى الجميع. وهذا أحسن. ونظيره: أمرتك بما أمرت به زيدًا، أن أطع الله، ووصيتكم بما وصيت بنى فلان، أن افعلوا. فعلى الأول: يكون بدلا من {مّا} أى شرع لكم {أّنً أّقٌيمٍوا} وعلى الثانى: شرع {مّا} خاطبهم. {أّقٌيمٍوا}، فهو بدل أيضًا، وذكر ما قيل للأولين. وعلى الثالث: شرع الموصى به {أّقٌيمٍوا}.
فلما خاطب بهذه الجماعة بعد الإخبار بأنها مقولة لنا، ومقولة لهم، عُلم أن الضمير عائد إلى الطائفتين جميعًا. وهذا أصح إن شاء الله. والمعنى على التقديرين الأولين يرجع إلى هذا، فإن الذى شرع لنا، هو الذى وصى به الرسل. وهو الأمر بإقامة الدين، والنهى عن التفرق فيه، ولكن التردد فى أن الضمير تناولهم لفظه، وقد عُلم أنه قيل لنا مثله، أو بالعكس، أو تناولنا جميعا.
وإذا كان الله قد أمر الأولين والآخرين، بأن يقيموا الدين، ولا يتفرقوا فيه، وقد أخبر أنه شرع لنا ما وصى به نوحًا، والذى أوحاه إلى محمد، فيحتمل شيئين:
أحدهما: أن يكون ما أوحاه إلى محمد يدخل فيه شريعته التى تختص بنا؛ فإن جميع ما بعث به محمد صلى الله عليه وسلم قد أوحاه إليه، من الأصول والفروع، بخلاف نوح وغيره من الرسل، فإنما شرع لنا من الدين ما وصوا به، من إقامة الدين، وترك التفرق فيه. والدين الذى اتفقوا عليه: هو الأصول. فتضمن الكلام أشياء :
أحدها: أنه شرع لنا الدين المشترك، وهو الإسلام والإيمان العام، والدين المختص بنا، وهو الإسلام، والإيمان الخاص.
الثانى: أنه أمرنا بإقامة هذا الدين كله المشترك، والمختص، ونهانا عن التفرق فيه.
الثالث: أنه أمر المرسلين بإقامة الدين المشترك، ونهاهم عن التفرق فيه.
الرابع: أنه لما فصل بقوله: {وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} بين قوله: {مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} وقوله: {وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى} أفاد ذلك.
ثم قال بعد ذلك:{وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [الشورى:14] فأخبر أن تفرقهم إنما كان بعد مجىء العلم، الذى بين لهم ما يتقون، فإن الله ما كان ليضل قومًا بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون. وأخبر أنهم ما تفرقوا إلا بغيا، والبغى مجاوزة الحد، كما قال ابن عمر... الكبر والحسد، وهذا بخلاف التفرق عن اجتهاد ليس فيه علم، ولا قصد به البغى، كتنازع العلماء السائغ، والبغى إما تضييع للحق، وإما تَعَدّ للحد، فهو إما ترك واجب، وإما فعل محرم؛ فعلم أن موجب التفرق هو ذلك.
وهذا كما قال عن أهل الكتاب: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُواْ حَظًّا مِّمَّا ذُكِّرُواْ بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ} [المائدة:14]، فأخبر أن نسيانهم حظا مما ذُكروا به ـ وهو ترك العمل ببعض ما أمروا به ـ كان سببًا لإغراء العداوة والبغضاء بينهم، وهكذا هو الواقع فى أهل ملتنا، مثلما نجده بين الطوائف المتنازعة فى أصول دينها، وكثير من فروعه، من أهل الأصول والفروع، ومثلما نجده بين العلماء وبين العبَّاد؛ ممن يغلب عليه الموسوية، أو العيسوية، حتى يبقى فيهم شبه من الأمتين اللتين قالت كل واحدة: ليست الأخرى على شىء، كما نجد المتفقه المتمسك من الدين بالأعمال الظاهرة، والمتصوف المتمسك منه بأعمال باطنة، كل منهما ينفى طريقة الآخر، ويدعى أنه ليس من أهل الدين، أو يعرض عنه إعراض من لا يعده من الدين، فتقع بينهما العداوة والبغضاء.
وذلك: أن الله أمر بطهارة القلب، وأمر بطهارة البدن، وكلا الطهارتين من الدين الذى أمر الله به وأوجبه، قال تعالى: {مَا يُرِيدُ اللّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَـكِن يُرِيدُ لِيُطَهَّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ} [المائدة:6]، وقال: {فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ} [التوبة:108]، وقال: {إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} [البقرة:222]، وقال: {خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا} [التوبة:103]، وقال: {أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ} [المائدة:41]، وقال: {إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} [التوبة: 28]، وقال: {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا} [الأحزاب:33].
فنجد كثيرًا من المتفقهة، والمتعبدة، إنما همته طهارة البدن فقط، ويزيد فيها على المشروع؛ اهتماما، وعملا. ويترك من طهارة القلب ما أمر به، إيجابًا، أو استحبابًا، ولا يفهم من الطهارة إلا ذلك. ونجد كثيرًا من المتصوفة، والمتفقرة، إنما همته طهارة القلب فقط، حتى يزيد فيها على المشروع، اهتماما وعملا. ويترك من طهارة البدن ما أمر به، إيجابا، أو استحبابًا.
فالأولون يخرجون إلى الوسوسة المذمومة فى كثرة صب الماء، وتنجيس ما ليس بنجس، واجتناب ما لا يشرع اجتنابه، مع اشتمال قلوبهم على أنواع من الحسد والكِبْر، والغِلِّ لإخوانهم، وفى ذلك مشابهة بَيِّنةٌ لليهود.
والآخرون يخرجون إلى الغفلة المذمومة، فيبالغون فى سلامة الباطن حتى يجعلوا الجهل بما تجب معرفته، من الشر ـ الذى يجب اتقاؤه ـ من سلامة الباطن، ولا يفرقون بين سلامة الباطن من إرادة الشر المنهى عنه، وبين سلامة القلب من معرفة الشر المعرفة المأمور بها، ثم مع هذا الجهل والغفلة قد لا يجتنبون النجاسات، ويقيمون الطهارة الواجبة مضاهاة للنصارى.
وتقع العداوة بين الطائفتين بسبب ترك حظ مما ذكروا به، والبغى الذى هو مجاوزة الحد؛ إما تفريطًا وتضييعًا للحق، وإما عدوانًا وفعلا للظلم. والبغى تارة تكون من بعضهم على بعض، وتارة يكون فى حقوق الله، وهما متلازمان ولهذا قال: {بّغًيْا بّيًنّهٍمً} [البقرة: 213]، فإن كل طائفة بَغَتْ على الأخرى، فلم تعرف حقها الذى بأيديها، ولم تَكُفَّ عن العدوان عليها.
وقال: {وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَةُ} [البينة:4]، وقال تعالى: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ وَأَنزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُواْ فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إِلاَّ الَّذِينَ أُوتُوهُ مِن بَعْدِ مَا جَاءتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ} [البقرة:213]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ} [الجاثية:16]، وقال تعالى فى موسى بن عمران مثل ذلك، وقال: {وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 105]، وقال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعًا لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام: 951]، وقال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ} [الروم: 30- 32]، لأن المشركين كل منهم يعبد إلها يَهْواه. كما قال فى الآية الأولى: {كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ} [الشورى: 3 1]، وقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ فتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}[المؤمنون: 51-53]
فظهر أن سبب الاجتماع والألفة جمع الدين، والعمل به كله، وهو عبادة الله وحده لا شريك له، كما أمر به باطنا، وظاهرا.
وسبب الفرقة ترك حظ مما أمر العبد به، والبغي بينهم.
ونتيجة الجماعة رحمة اللّه، ورضوانه، وصلواته، وسعادة الدنيا والآخرة، وبياض الوجوه.
ونتيجة الفرقة عذاب اللّه، ولعنته، وسواد الوجوه، وبراءة الرسول منهم.
وهذا أحد الأدلة على أن الإجماع حجة قاطعة، فإنهم إذا اجتمعوا كانوا مطيعين لله بذلك مرحومين، فلا تكون طاعةٌ لله ورحمته بفعل لم يأمر الله به، من اعتقاد، أو قول، أو عمل. فلو كان القول، أو العمل، الذي اجتمعوا عليه لم يأمر الله به، لم يكن ذلك طاعة للّه، ولا سببا لرحمته، وقد احتج بذلك أبوبكر عبدالعزيز في أول [التنبيه] نبه على هذه النكتة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
الخميس أغسطس 04, 2011 4:28 am من طرف زائر
» fish oil side effects
الثلاثاء أغسطس 02, 2011 12:06 pm من طرف زائر
» مèيهêîëîمè÷هٌêèé îٌىîًٍ âèنهî îيëàéي
الإثنين أغسطس 01, 2011 2:18 am من طرف زائر
» USPS Priority Mail Delivery Brand Viagra (Pfizer) - $4.79 per pill!
السبت يوليو 30, 2011 9:22 pm من طرف زائر
» دًîنâèوهيèه يهèçلهويî
الجمعة يوليو 29, 2011 2:35 pm من طرف زائر
» http://www.islamweb.net/ver2/MainPage/index.php
السبت أغسطس 30, 2008 12:03 pm من طرف Admin
» http://mushtaqoon-lelfrdaws.com/subject.asp?hit=1&lang=ar&parent_id=22&sub_id=649
الخميس أغسطس 28, 2008 10:18 pm من طرف Admin
» قاعدة فى الجماعة والفرقة، وسبب ذلك ونتيجته
الجمعة أغسطس 15, 2008 1:25 pm من طرف Admin
» نجائب النجاة مهيأة للمراد، وأقدام المطرود موثوقة بالقيود
السبت أغسطس 02, 2008 6:19 pm من طرف Admin
» موقف العبد بين يدي الله
السبت أغسطس 02, 2008 6:15 pm من طرف Admin
» مواساة المؤمنين
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:12 pm من طرف Admin
» منزلة الرسول صلى الله عليه وسلم
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:09 pm من طرف Admin
» مناداة أيوب ربه
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:04 pm من طرف Admin
» من معاني العبودية
الأربعاء يوليو 30, 2008 11:00 pm من طرف Admin
» من لم ينتفع بعينه لم ينتفع بأذنه
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:58 pm من طرف Admin
» من كلام الشيخ علي
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:54 pm من طرف Admin
» من صفات التوحيد
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:52 pm من طرف Admin
» من حكم ابن مسعود
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:47 pm من طرف Admin
» من أسرار التوحيد
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:44 pm من طرف Admin
» من ارضى الله وأسخط الناس
الأربعاء يوليو 30, 2008 10:40 pm من طرف Admin
» مكر الله عز وجل
الأربعاء يوليو 30, 2008 9:22 pm من طرف Admin
» مفاسد الكذب
الأربعاء يوليو 30, 2008 9:19 pm من طرف Admin
» من اعجب الأشياء
الإثنين يوليو 28, 2008 8:18 pm من طرف Admin
» مثل الدنيا
الإثنين يوليو 28, 2008 8:13 pm من طرف Admin
» حقيقة المحب الصادق
الإثنين يوليو 28, 2008 8:10 pm من طرف Admin
» فوائد قيمة إياك والمعاصي
الإثنين يوليو 28, 2008 8:06 pm من طرف Admin
» أنواع الغيرة
الإثنين يوليو 28, 2008 8:02 pm من طرف Admin
» من معاني الإ نصاف له تعالى
الأحد يوليو 27, 2008 8:03 pm من طرف Admin
» مراتب التقوى
الجمعة يوليو 25, 2008 2:43 pm من طرف Admin
» الكلام في ألهاكم التكاثر
الجمعة يوليو 25, 2008 2:40 pm من طرف Admin
» قبول المحل لما يوضع مرهون بأن يفرغ من ضده
الجمعة يوليو 25, 2008 2:37 pm من طرف Admin
» عظمته سبحانه وتعالى
الجمعة يوليو 25, 2008 2:33 pm من طرف Admin
» أنزه الموجودات وأشرفها
الجمعة يوليو 25, 2008 2:30 pm من طرف Admin
» كيف يفعل من أصابه هم أو غم
الجمعة يوليو 25, 2008 2:27 pm من طرف Admin
» طريقان لمعرفته تعالى
الجمعة يوليو 25, 2008 2:10 pm من طرف Admin
» نظرة إلى سورة الفاتحة
الجمعة يوليو 25, 2008 2:06 pm من طرف Admin
» فائدة جليلة
الجمعة يوليو 25, 2008 2:03 pm من طرف Admin
» فضيلة لأهل بدر
الجمعة يوليو 25, 2008 1:59 pm من طرف Admin
» الصفات الأربعة لأهل الجنة
الجمعة يوليو 25, 2008 1:55 pm من طرف Admin
» القيامة قيامتان- صغرى وكبرى
الجمعة يوليو 25, 2008 1:52 pm من طرف Admin
» براهين المعاد في القرآن مبنية على أصول ثلاثة
الجمعة يوليو 25, 2008 1:50 pm من طرف Admin
» سورة ق جامعة لأصول الإيمان
الجمعة يوليو 25, 2008 1:45 pm من طرف Admin
» الفوائد ـــــــــــ الانتفاع بالقرآن وشروطه
الجمعة يوليو 25, 2008 1:41 pm من طرف Admin
» ـــــــ البهائية ــــــــ (1)
الجمعة يوليو 25, 2008 1:04 pm من طرف Admin
» ــــــــــــ البقية الاخيرة من البهائية ــــــــــــ(3)
الجمعة يوليو 25, 2008 12:57 pm من طرف Admin
» بقية مقالة البهائية (2)
الجمعة يوليو 25, 2008 12:51 pm من طرف Admin
» ـــــــــــــــــــــ الشفاعة ــــــــــــــــــــــ
الخميس يوليو 24, 2008 10:49 pm من طرف Admin
» مواقع وأخبار
الثلاثاء يوليو 08, 2008 10:38 am من طرف Admin
» مناظرة مع أحد كبار اليهود.
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:59 pm من طرف Admin
» حديث وهب عن الذبور
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:51 pm من طرف Admin
» خبر الحجر الذى وجد فى قبر دانيال
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:46 pm من طرف Admin
» هل تعانى من مشكلة إنقطاع الاتصال بالانترنت فى ويندوز
الثلاثاء مايو 20, 2008 9:10 pm من طرف Admin
» تنزيل مواقع كاملة بدون برنامج
الثلاثاء مايو 20, 2008 8:32 pm من طرف Admin
» أســرار الحاسب والإنترنت
السبت مايو 17, 2008 11:06 pm من طرف Admin
» نداء الايمان ...... مكتبة التراث الاسلامى.
الأحد مايو 11, 2008 9:25 am من طرف صقر العرب
» موسوعة إيجيبتانا .
الخميس مايو 08, 2008 3:59 pm من طرف Admin
» جمهورية مصر العربية .
الأربعاء مايو 07, 2008 4:44 pm من طرف Admin
» موقع الرئيس محمد أنور السادات
الأربعاء مايو 07, 2008 4:35 pm من طرف Admin
» الجرائد المصرية
الأربعاء مايو 07, 2008 1:58 pm من طرف Admin
» واجب عزاء للأستاذ شعبان أبو الفضل
الثلاثاء مايو 06, 2008 9:14 am من طرف صقر العرب
» ((إنا لله وإنا إليه راجعون)) رثاء الى نفسى فى وفاة أخى شعبان أمين رحمه الله فى 3/5/2008م
الإثنين مايو 05, 2008 10:28 pm من طرف Admin
» المكتبة الشعرية الشاملة - سجايا الشعراء.
الإثنين مايو 05, 2008 9:07 pm من طرف Admin
» فى الشعر الجاهلى- ديوان العرب
الإثنين مايو 05, 2008 9:03 pm من طرف Admin
» مكتبة الاسكندرية ـــــــــــــ كتابى الالكترونى والمطبوع .
الجمعة مايو 02, 2008 5:57 pm من طرف Admin
» المكتبة العربية .
الجمعة مايو 02, 2008 5:48 pm من طرف Admin
» الموسوعة الشاملة
الجمعة مايو 02, 2008 5:44 pm من طرف Admin
» إسلام أون لاين نت .
الجمعة مايو 02, 2008 5:31 pm من طرف Admin
» المكتبة الاسلامية ــــــــــــ إسلام سايتزـ
الجمعة مايو 02, 2008 5:27 pm من طرف Admin
» المكتبة أكبر موسوعة للكتب الاسلامية والعربية .
الجمعة مايو 02, 2008 3:47 pm من طرف Admin
» الشبكة الاسلامية.
الجمعة مايو 02, 2008 3:37 pm من طرف Admin
» وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ
الأربعاء أبريل 30, 2008 9:28 pm من طرف Admin
» صيد الفوائد
الأربعاء أبريل 30, 2008 8:47 pm من طرف Admin
» منظمة المؤتمر الإسلامي
الإثنين أبريل 28, 2008 10:53 pm من طرف Admin
» تسجيلات الشبكة الاسلامية للقرآن الكريم . حسب الرواية
الإثنين أبريل 28, 2008 10:41 pm من طرف Admin
» مكتبتك الشاملة على الانترنت للقرآن الكريم بصيغة MP3
الإثنين أبريل 28, 2008 10:37 pm من طرف Admin
» موسوعة القرآن الكريم في قصيمي نت.
الإثنين أبريل 28, 2008 10:33 pm من طرف Admin
» طريق الاسلام
الإثنين أبريل 28, 2008 10:27 pm من طرف Admin
» جماعة أنصار السنة المحمدية .
الإثنين أبريل 28, 2008 10:08 pm من طرف Admin
» المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالازهر الشريف
الإثنين أبريل 28, 2008 10:05 pm من طرف Admin
» المجلس الاعلى للشئون الاسلامية بالازهر الشريف
الإثنين أبريل 28, 2008 10:03 pm من طرف Admin
» الاكاديمية الاسلامية المفتوحة
الإثنين أبريل 28, 2008 9:57 pm من طرف Admin
» البوابة الاسلامية -الموقع الرسمى لوزارة الاوقاف والشئون الاسلامية بدولة الكويت
الإثنين أبريل 28, 2008 9:54 pm من طرف Admin
» دار الافتاء المصرية : فضيلة الامام الاكبر الشيخ جاد الحق على جاد الحق
الإثنين أبريل 28, 2008 9:38 pm من طرف Admin
» الامام المحدث: محمد ناصر الدين الالبانى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:35 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الشيخ / محمد متولى الشعراوى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:32 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الشيخ محمد الغزالى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:29 pm من طرف Admin
» موقع الداعية: عمر خالد
الإثنين أبريل 28, 2008 9:21 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الدكتور.العلامة .الشيخ / يوسف القرضاوى
الإثنين أبريل 28, 2008 9:19 pm من طرف Admin
» الشبكة الدعوية
الإثنين أبريل 28, 2008 9:15 pm من طرف Admin
» فضيلة الشيخ العلامة : محمد بن صالح بن عثيمين .
الإثنين أبريل 28, 2008 9:11 pm من طرف Admin
» الصفحة الرئيسية /الموقع الرسمى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز
الإثنين أبريل 28, 2008 9:09 pm من طرف Admin
» موقع فضيلة الشيخ محمد حســـــــــــــــــــان
الإثنين أبريل 28, 2008 8:55 pm من طرف Admin
» مدونتى الخاصة ( مغترب على الهامش)
الأحد أبريل 27, 2008 8:50 pm من طرف Admin
» موسوعة الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة
الأحد أبريل 27, 2008 7:39 pm من طرف Admin
» حاول...أن تكون...
الأحد أبريل 27, 2008 8:37 am من طرف صقر العرب
» الاعجاز العلمى فى القرآن والسنة
السبت أبريل 26, 2008 8:25 pm من طرف Admin
» بسم الله الرحمن الرحيم
السبت أبريل 26, 2008 9:01 am من طرف Admin
» {أليس الله بكاف عبده}
الأربعاء أبريل 23, 2008 10:00 pm من طرف Admin
» مواقف مع الهاكرز
السبت أبريل 19, 2008 7:36 am من طرف صقر العرب